التراث المعماري والعمراني في القرنين التاسع عشر والعشرين
شهدت عدة مدن مصرية طفرة عمرانية كبيرة منذ ستينيات القرن التاسع عشر امتدت حتى أربعينيات القرن العشرين، فأصبح لعددٍ منها جوهر حديث يتناقض بشكل حاد مع جوهر عمارة العصور الوسطى القديمة وتميزت بعمارة فريدة تجمع بين الطرز الأوروبية والتأثيرات والخامات المحلية. هذا الإنتاج المعماري الرائع لتلك الحقبة الزمنية لن يُضاهى أبدًا، ولكن ثروة مصر من الآثار تلقي بظلالها على أهمية هذا التراث الأحدث والمهدد بالخطر والذي لا يزال غير موثق بشكل جيد.
أظهر العقدان الماضيان حرصًا واهتمامًا متزايدين بتراث المدن المصرية المعماري في القرنين التاسع عشر والعشرين، حتى أنه في الآونة الأخيرة قامت عدد من المؤسسات والسلطات المختلفة بعمل قوائم جرد للتراث المعماري بمنهجيات مختلفة تفتقر إلى الاستمرارية. لذلك بدأ مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي CULTNAT، بدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، برنامج التراث المعماري لتوثيق التراث العمراني في القرنين التاسع عشر والعشرين، باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية.
بدأت المرحلة الأولى في عام 2000 بمنطقة وسط البلد، وتم توثيق حوالي 600 مبنى بجميع بياناتهم وعناصرهم المعمارية مع صور تفصيليه لهم.
وبدأت المرحلة الثانية في عام 2003، بالتعاون مع مركز دعم التصميم المعماري والهندسي، بكلية الهندسة، جامعة القاهرة، والتي ركزت على حي الزمالك ومدينة المنصورة وتراثها المعماري، ولا يزال تطوير هذه المرحلة مستمرا.
جاري توثيق أحياء القاهرة الأخرى التي تمتاز بهندسة معمارية خاصة، وعمل مسح لمبانيها التاريخية التي تنتمي للقرنين التاسع عشر والعشرين، حتى أنه من الممكن في وقت لاحق تكرار ذلك بالمدن المصرية الأخرى، مما يحقق إنجازا كبيرا في توثيق التراث المعماري المصري.