قصة وسط البلد

قصة وسط البلد

مدينة القاهرة

القاهرة مدينة عملاقة بالغة التركيب والتعقيد، عالم متكامل متفاعل في مدينة واحدة ذات ثقافات متعددة متوافقة أحيانا ومتضاربة أحيانا أخرى، تتفاعل لتنتج ذلك الزخم الذي ينتمى اليه الجميع بخلفياتهم وتبايناتهم واحلامهم.
وعمران مدينة القاهرة هو عصب وجودها وتاريخ هذا العمران هو تاريخ مصر وخارطة القوى المشكلة لوجودها وهو ذاكرة حية للماضي ومرجعية هامة للمستقبل.
القاهرة مدينة تاريخية تجمع لها من زخم التاريخ وعمقهما ما لم يجتمع لمدينة أخرى، فليس هناك مدينة أخرى في العالم الإسلامي تمتلك الثروة المعمارية التي توجد بالقاهرة، وفي العالم كله لا يوجد سوى روما التي تضاهي القاهرة في ثروتها من ناحية العدد وربما زادت من حيث التنوع.

المرجع: القاهرة في لحظة تحول

downtown
downtown

حلم أصبح حقيقة

حلم الخديوي إسماعيل ببناء عاصمة له تضاهي العواصم الأوروبية فشرع بتطوير عاصمته القاهرة الإسلامية ولكن عند حلول موعد حفل افتتاحه لقناة السويس الذي كان يحلم أن يستعرض فيه عاصمته أمام اقرانه من بلاد العالم، داهمه الوقت ولم يسعفه نفوذه ولا ماله في تنفيذ المهمة في الإطار الزمني المحدد، فكانت فكرة بناء حي الإسماعلية بجوار القاهرة الإسلامية، حيث يطل الحي على النيل ليكون واجهة مشرفة يتم استعراضها أمام الزوار رفيعي المستوى، فكانت منطقة وسط البلد الحلم الذي اصبح حقيقة.

حدود منطقة وسط البلد

يمتد حي قصر النيل شرقا من شارع القصر العيني الى شارع أبو الفدا بالزمالك غرباً، فهو يضم أحياء: جاردن سيتي وجزيرة الزمالك، ويقع قسم قصر النيل بجزيرة الزمالك، ويطلق الناس على منطقة ميداني التحرير وطلعت حرب اسم "وسط البلد" وبالفعل تقع تلك المنطقة في وسط القاهرة الكبرى. كما تمتد وسط البلد من ميدان رمسيس شمالا وحتى ميدان عابدين جنوبا. وهناك عدد من الميادين تتبع قصر النيل وهم: ميدان التحرير وميدان الشهيد عبد المنعم رياض وميدان طلعت حرب وميدان الجزيرة.

أهمية منطقة وسط البلد

قام الخديوي إسماعيل بنقل مقر الحكم من قلعة محمد علي بالمقطم والتي كانت تعزله عن المدينة بأسوارها وموقعها العالي إلى قصر عابدين في منطقة وسط البلد، وعندما قام بتحويل الدواوين الى نظارات أو كما نسميها الآن (الوزارات) تم نقلها الى وسط البلد فزادت أهمية منطقة وسط البلد وأصبحت جاذبة للعمران والسكان.

عواصم مصر عبر التاريخ

قصة منطقة وسط البلد

ما قبل حكم الخديوي إسماعيل

الخديوي إسماعيل وبرنامج المشروعات السبعة

القاهرة الخديوية

الصورة الذهنية للقاهرة الخديوية

العلامات المميزة المختارة بوسط البلد

قصر عابدين دار القضاء العالي مبنى الجامعة الأمريكية المتحف المصري عمارات الخديوية

خريطة وسط البلد المعمارية

0
الطرز المعمارية لوسط البلد

كلف الخديوي إسماعيل المهندس هوسمان، بوضع المخطط العام للقاهرة وذلك بمساعدة المهندسين المعماريين الأجانب الذين حضروا معه إلى مصر وقاموا بجلب الطرز المعمارية الأوروبية السائدة في تلك الفترة في بلدانهم إلى مصر والتي تأثر بها المعماريون المصريون الشباب، مما أدى إلى ظهور طرز جديدة تتضمن سمات محلية.
• مع بداية القرن العشرين ظهر مصطلح "نيو" مضافاً إلى أسماء الطرز المعمارية التي استخدمت في تصميم مباني القاهرة، وهو ما يشير إلى تجديد الطرز المعمارية الكلاسيكية القديمة، مما أدى إلى ظهور الطرز الإحيائية والتي اتسمت بلمسة عصرية تتناسب مع الفترة التي ظهرت فيها.
• مثل عمارة النيو-رينسانس : أو عصر النهضة الجديدة، وترمز للنهضة الإيطالية، وهي الحركة التي بدأت في إيطاليا في أوائل القرن الخامس عشر لكسر نمط العمارة القوطية الأوروبية القائمة، وعادت بها إلى الأشكال المعمارية الكلاسيكية مع أساليب البناء القوطية، وتعود أمثلة عمارة عصر النهضة الجديدة في وسط البلد إلى سبعينيات القرن التاسع عشر واستمرت حتى ثلاثينيات القرن العشرين.
• كان النيو-باروك طرازًا معماريًا في أواخر القرن التاسع عشر، ويستخدم هذا المصطلح لوصف الهندسة والمنحوتات المعمارية التي تعرض جوانب مهمة من طراز الباروك، ولكنها ليست من فترة الباروك الأصلية.
• أدخل المعماريون الأجانب الطراز الكلاسيكي الجديد أو النيو-كلاسيك في العمارة في منطقة وسط البلد منذ سبعينيات القرن التاسع عشر وحتى ثلاثينيات القرن العشرين، وإذا كان عدد من المباني الكلاسيكية الجديدة في منطقة وسط البلد يعرض تأثير آرت-ديكو، فإن بعضها لديه تأثيرات من طراز عمارة الآرت-نوفو، في حين أن البعض الأخر قد استعار بعض العناصر الإسلامية.
• على الرغم من أن أهم إنجازات آرت-ديكو لم يحدث في أوروبا ولكن في الولايات المتحدة، إلا أن آرت-ديكو الأوروبي هو الأكثر شيوعًا في مصر. شهدت الفترة من القرن العشرين وحتى الأربعينيات من القرن الماضي تنوعًا في فن العمارة على طراز آرت-ديكو في منطقة وسط البلد، حيث استخدم المعماريون، سواء الأجانب أو المصريون، الذين دربوا في مدرسة الفنون الجميلة في باريس، تأثيرات آرت-ديكو في تصميماتهم.
• في القرن العشرين كانت أغلب العمارة النيو-إسلامية في منطقة وسط البلد سائدة في المباني ذات الاستخدام العام (معهد، وزارة، محطة قطار، مستشفى، سينما ومقرين لجمعيات)، كما أثرت العمارة الإسلامية على عمارة البحر الأبيض المتوسط في مصر.
• بدأت حركة الفن الحديث أو "آرت-نوفو" في الفن والتصميم الغربي خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر وازدهرت بين عامي 1893 و1907، ويأتي مصطلح الفن الحديث من معرض فني في باريس يسمى "ميزون دي لأرت-نوفو" أو بيت الفن الحديث، حيث ظهر هذا الطراز واضحًا لأول مرة، وتعود أمثلة العمارة على طراز فن آرت-نوفو في منطقة وسط البلد بالقاهرة إلى مطلع القرن العشرين، وقد جلب هذا التأثير المعماريون الأوروبيون وظل شائعًا إلى حد ما حتى عشرينيات القرن العشرين، قبل أن يفسح المجال لفن الآرت-ديكو.
الطراز الإكلكتيكى هو طراز معماري يعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين حيث يشتمل العمل الواحد على مزيج من العناصر من الطرز التاريخية السابقة لخلق شيء جديد وأصلي.

عقود بناء منطقة وسط البلد

شرع إسماعيل في تنفيذ مخططاته لإعادة تخطيط القاهرة عام 1869، فأصدر أمرًا في 6 مايو عام 1869 إلى هيئة الأشغال العامة بإعداد التدابير اللازمة لفتح بعض الشوارع وإنارتها وتوسيع المناطق المحيطة بها.
خطط إسماعيل القاهرة لتكون العاصمة الجديدة الحديثة لمصر، وقام بتخطيط أربعة أحياء مختلفة على الطراز الأوروبي، وأنشأ كوبري قصر النيل وكوبري البحر الأعمى لربط البر الشرقي والغربي للقاهرة. كما روج لتطوير منطقة وسط البلد بمنح الأراضي للمشترين بالمجان، مع وضع موازنة محددة لإنشاء المباني لضمان التناغم في سمات البناء.
بعد إفلاس الخديوي إسماعيل، وبيع أملاكه، ومع بداية الاحتلال البريطاني، توافدت الأموال الأوروبية، وخاصة البريطانية، إلى مصر، وبدأت الاستثمارات الأجنبية في التزايد، وبالتالي زاد عدد السكان وظهرت الحاجة إلى شركات العقارات في بداية القرن العشرين، والذي شهد بداية الزحف العمراني.
بدأ مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي مشروع توثيق المباني التراثية في منطقة وسط البلد منذ عام 2000، والذي أسفر عن توثيق مجموعة من المباني المميزة التي قسمت إلى فترات زمنية حسب تاريخ بنائها:
قبل 1880
من 1880 إلى 1889
من 1890 إلى 1899
من 1900 إلى 1909
من 1910 إلى 1919
من 1920 إلى 1929
من 1930 إلى 1939
بعد 1939

معماريو وسط البلد

كلف الخديوي إسماعيل المهندس هوسمان بوضع المخطط العام للقاهرة، فحضر إلى مصر برفقة مجموعة كبيرة من المهندسين المعماريين الأجانب الذين ساعدوه في تحقيق خططه لتطوير القاهرة. وقد اختار هؤلاء المعماريون الطرز المعمارية الأوروبية المستخدمة في بلادهم مع استخدام الطرز المحلية، فأصبحت مدينة القاهرة ذات طراز أوروبي بتأثيرات محلية.
جذبت أعمال تطوير مدينة القاهرة الأموال الأجنبية من أوروبا مما أدى الى زيادة أعداد الأجانب لدعم هذا التطوير وكان من ضمنهم المهندسين المعماريين الأجانب.
وقد حضر الى مصر مجموعات من المهندسين المعماريين ضمت المجموعة الأولى معماريين ايطاليين مثل أنطونيو لاشياك، والذي ولد في جوريتسيا بسلوفينيا عام 1856، وتوفي في مصر عام 1946، وعمل بمنصب كبير مهندسي القصور الخديوية، وكان عضوًا في لجنة الحفاظ على الآثار والفن العربي. أنطونيو لاشياك ، والذي ولد في جوريتسيا بسلوفينيا عام 1856، وتوفي في مصر عام 1946، وعمل بمنصب كبير مهندسي القصور الخديوية، وكان عضوًا في لجنة الحفاظ على الآثار والفن العربي.
و ماريو روسي الذي تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة بروما بإيطاليا عام 1917، وعمل ككبير المهندسين المعماريين بوزارة الأوقاف المصرية. إرنستو فيروتشي مهندس معماري إيطالي آخر، ولد في فورس بإيطاليا في 14 مارس 1874، وتخرج في أكاديمية الفنون الجميلة في مودينا، إيطاليا. عمل بمنصب كبير مهندسي القصور الملكية في مصر، وتوفي في فورس بإيطاليا عام 1947.
و سيزار بازاني (1873- 1939)، جوزيبي جاروزو, جوزيبي ماتزا, and پولو كاكسيا دومينيونى, فلوريستانو دي فاوستو, جوزيبي تافاريللي and نيلو سينيجاليا والذي تظهر أعماله بوضوح في منطقة وسط البلد.
كما ضمت المجموعة مهندسين معماريين فرنسيين جورج بارك, ألكسندر مارسيل, جاك هاردي الذي تخرج من مدرسة الفنون الجميلة بفرنسا، و ماكس إدري الذي تخرج من مدرسة الفنون الجميلة بفرنسا، و فيكتور إيرلانجر.
ذلك بالإضافة إلى بعض المهندسين المعماريين النمساويين مثل المهندس المعماري إدوارد ماتسيك الذي ولد في فيينا بالنمسا في 18 مارس 1867 وتوفي في الإسكندرية بمصر في 31 أكتوبر 1912، و ماكس هيرز الذي ولد في أوتلاكا برومانيا في 19 مايو 1856، وتوفي في زيورخ بسويسرا في 5 مايو 1919، وعمل في منصب كبير المهندسين في بلاط الخديوي توفيق، كما كان نائب رئيس لجنة الحفاظ على الآثار والفن العربي.
وكان بعضهم من إنجلترا مثل أريستون سانت جون د و روبرت ويليامز.
كما ضمت هذه المجموعة العديد من المهندسين المعماريين الآخرين مثل اريستيد ليونورى, جاستون روسي, جوستاف بروشر, هنري جورا, وليون نافيليان و دومينيكو ليمونجيلي.
جلب المعماريون الأجانب الطرز المعمارية الأوروبية السائدة في تلك الفترة في أوروبا إلى مصر وتأثر بها المعماريين الشباب المصريين والعرب، مما أدى إلى ظهور مصطلح "نيو" الذي أضيف إلى أسماء الطرز المعمارية للإشارة إلى تحديث الطرز المعمارية الكلاسيكية القديمة، ونتج عن ذلك ظهور الطرز الإحيائية التي اتسمت بلمسة عصرية تتناسب مع الفترة التي ظهرت فيها.
ولا يسعنا إلا أن نذكر المعماريين المصريين والعرب في أوائل القرن العشرين الذين كانوا روادا في مجال الهندسة المعمارية، وتشهد أعمالهم في أحياء القاهرة على تناغم واضح في استخدام الطرز الأوروبية المعدلة بعناصر معمارية إسلامية ومحلية، فقد صمموا المباني الرائعة التي شكلت معًا روح منطقة وسط البلد.
الأسماء كثيرة ولكن نستطيع أن نذكر بعضها , مصطفى فهمي من مواليد عام 1886 والذي تخرج في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة وعمل بمنصب كبير مهندسين بوزارة الأشغال العامة، و أحمد شرمي و محمود فهمي من مواليد عام 1856 والذي عمل - ككبير المهندسين المعماريين بوزارة الأشغال العامة والأوقاف، وكان عضوًا في لجنة الحفاظ على الآثار والفن العربي.

البحث بالأسماء
البحث بالإستخدامات

جميع الحقوق محفوظة © مكتبة الإسكندرية - قطاع التواصل الثقافى - مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى

public.relations@cultnat.org